ليس هناك شيئ لا يقبل ولا يمكن أن يطاق أكثر من عدم تقبل و إطاقة الأخرين.

قلسفتي في الحياة "أنا أهتم لذا أنا موجود". بالرغم من كل الآلآم التي تسببت لي بها وتعريضي للأيذاء أنا أؤمن أن يوما ما ستكون ركيزة سعادتي بل أساس وجودي في الحياة.

أهلا وسهلا

مرحبا يسعدني تواجدكم هنا أمل أن تنال المدونة أستحسانكم وإعجابكم وأرجو أن لا تحرمونا أرائكم وملاحظاتكم القيمة فلها كل إحترامي وتقديري وتأكدوا أن صداها في نصب عيني فلا تترددوا في الكتابة ولكم جزيل الشكر.

السبت، 20 أغسطس 2011

البنوك الإسلامية

أسرد هنا تجربتي الشخصية أو مغامرتي أن صح التعبير عنها مع أحد البنوك الإسلامية في خليجينا العربي. بعد أن أنتقلت للدراسة من الغرب إلى إحدى الدول الخليجية واستقراري فيها وقبل الشروع في إرساء مقومات الحياتية في الوطن الجديد والتي طبعا من أهمها إنشاء حساب شخصي أستعين به على قضاء إحتياجاتي. أقترحت علي الجهة المسؤؤلة عني وأشارت علي ببنك إسلامي يعد من أوائل البنوك الإسلامية وأحد معالم الصيرفة الإسلامية على المستوى العالمي. أعترف أن هذه التجربة لو حدثت لشخص غيري و سمعت عنها أو قرأت عنها لرتبت بمصداقيتها. لكن بعد أن أكتويت بنار هذا البنك الإسلامي لا أخفي شكوكي بل حتى أمتعاضي لكل ما يحمل صفة "إسلامي" خصوصا أن كان من أجل التربح. في بداية الأمر أعتقدت أن هوية البنك وصفته ليست بالشيئ ذات الأهمية الكبيرة وأنها أسمية أكثر منها فعلية وأن لم ينفعني كون البنك إسلاميا فإنه لن يضرني فكل ما أحتاجه بداية هو حساب شخصي تصلني من خلاله مستحقاتي المالية وأسحب منه لقضاء أموري.

البداية كانت قبل الازمة المالية العالمية حيث كان الوضع الإقتصادي الخليجي في أزدهار وتطور. حينها لما يكن يُقتطع أي مبلغ من رصيد حسابي الشخصي. مع عصف الأزمة الإقتصادية بأسواق المال والهبوط الحاد للبورصات إبتدأ البنك في إقتطاع ما يعادل أكثر من ستة دولارات شهريا كرسوم مستحدثة على حساب التوفير أن قل الرصيد عن حد معين. وفجأة أصبح لكل خدمة مصرفية رسومها مهما صغرت بل حتى رقم الخدمة الهاتفية تحول من مجاني إلى محلي.

لم أكن أنا فقط المتأثر والمتضرر من هذه المعاملات المجحفة؛ فهناك أكثر من ألف طالب يعاني ما أعانيه. وحيث أن مكفائتنا لا تكاد تكفين أرتفع صوتنا معاتبا الجهة المسؤؤلة عنا والتي أقترحت بل طالبت بتعاملنا مع هذا البنك الإسلامي المشؤؤم بالتحديد. فوجد المسؤؤلون أنفسهم في مأزق فقاموا بخطوة شكلية لطمئنتنا واستدعوا المدير التنفيذي للبنك وخيروه, أن صدقوا, بأن يُستثنى طلابهم من الرسوم الشهرية المستحدثة وأن يُعاد ما أقتطع من حسابات الطلاب في الأشهر الماضية أو أن ينهي البنك تعاملاته مع الجهة المسؤؤلة عن الطلاب ويغلق حسابها ذو الملايين العدة. وصلنا خبر يبشر بخير وأن أدارة البنك تفهمة مطالبنا ووافقة على إعادة ما أقتطعه من الطلاب منذ أواخر 2008. ومع الأيام أكتشفنا كذب البنك وتستر وتساهل مسؤؤلينا ولم نسترجع أمولانا وأن كان البنك قد أستوقف إقتطاع الرسوم التي إستحدثها من بعض الطلاب الذين أصبح تعدادهم أكثر من الف وخمس مئة.

بعد أكثر من ثلاث سنين من التاريخ الأبيض لي مع هذا المصرف الإسلامي الذي يدعي كونه أول بنك إسلامي على وجه الأرض كانت لي معه الحادثة التي كانت بالنسبة لي القشة التي قصمت ظهر البعير. إحتجت إلى شيكات لكي أستطيع بها أستئجار مقر لأسكن به ريثما أنهي ما تبقى من رحلتي الدراسية. تقدمت بطلب للبنك وأشرت إلى أني ذو تاريخ طويل مع البنك وأن لي مبلغا شهريا يصلني كمكافأة وأني مقيم في البلد مما يجعلني مستحقا لما أطلب. بل أني ايضا أرفقت بالطلب شهادة تثبت إعاقتي البدنية في محاولة يائسة لنيل ما هو حقي. طبعا أُحيل طلبي للدراسة ولم أسمع منهم خبرا حتى هذا اليوم فما كان مني ألا أن أبحث عن بديل يقدر أحتياجات ويعاملني بكرامة تناسب العملاء دون أن يبخس حقي ويخبىء لي خلف كل خدمة رسوم مبالغ فيها.

عدت أدراجي إلى البنوك التجارية التي لم أندم على تعاملي معها يوما ولا أستسخر فيها رسوم خدماتها التي تقدم لي باحترام ومصداقية دون تحايل أو الأختباء خلف أسم ظاهره الصلاح وباطنه الفساد بل كثيرا ما فجأني البنك التجاري بعرض خدمات لم أمكن أتخيلها كثير منها دونما حتى مقابل.

ليست هناك تعليقات: