ليس هناك شيئ لا يقبل ولا يمكن أن يطاق أكثر من عدم تقبل و إطاقة الأخرين.

قلسفتي في الحياة "أنا أهتم لذا أنا موجود". بالرغم من كل الآلآم التي تسببت لي بها وتعريضي للأيذاء أنا أؤمن أن يوما ما ستكون ركيزة سعادتي بل أساس وجودي في الحياة.

أهلا وسهلا

مرحبا يسعدني تواجدكم هنا أمل أن تنال المدونة أستحسانكم وإعجابكم وأرجو أن لا تحرمونا أرائكم وملاحظاتكم القيمة فلها كل إحترامي وتقديري وتأكدوا أن صداها في نصب عيني فلا تترددوا في الكتابة ولكم جزيل الشكر.

الخميس، 11 أغسطس 2011

دين عصرنا

منذ بداية الحياة والبشرية بعدها نتيجة صدف تطورية كانت أو تصميما ذكيا أبتكر والانسان لم ينكفء متسألا إلى يومنا هذا لماذا كنا وما غاية كينونتنا؟ هل كنا قبل هذا وهل سنكون بعد ذلك كيف ولماذا؟ هذه التسأولات تمخضت حضارات وأمم كما أنها قضت عليها بعد ذلك وتعددت أجوبة التاريخ بعصوره حتى غدت أكثر ما أختلف فيه. قيل أن الدين فطرة يولد عليها كل انسان هل هذه هي الأجابة الشافية أم أنها مجرد أداة لآستغلال حاجة العقل لأجوبة لتلك التسأولات الدفينة. ما يدعو للتعجب حقا هو أن الأديان التي من المفترض أن تكون أداة لتحرير الأنسان كما يدعى غدت شيأ فشيأ أداة لأستعباده وتطبيقا ملائما لكل أشكال البيروقراطية في حياته اليومية.

مع دخول الانسانية عهد التكنوقراطية في الغرب والأنفجار السكاني في الشرق يتجلى لنا بكل وضوح أن الشرق لم ينفعه تدينه وتحفظه بل أن كل أيديولجياته قد هوت إلى القاع و صار محكوما بعد أن كان حاكما وغدى شبانه الذين يتفجرون من صلبه يفضلون هجره والاشتراك في النهضة الغربية على البقاء فيه وإعادة إعماره. بخلاف الغرب الذي تخلى عن الأديان وتخبطاتها فتحول من محكوم إلى حاكم بل وغزى أحفاد ملوك أجداده و صيرهم عبيده. قد يكون دخلنا عهد إحتضار بعض الأديولجيات الغربية كل الرأسمالية والفاشية ولكنها أثبتت أنها أكثرفعالية بل أقدر وأنسب حياتيا للحكم كما أنها بخلاف الأيدولجيات الشرقية كل الماركسية والصهيونية وولاية الفقيه لا تنبذ الأصلاح والتجديد بل ترحب به. روحانية الشرق أعطته بريقه ولكن زيادتها عن المعقول جعلته خاويا بالي. ومادية الغرب أعطته فعاليته ولكن زيادتها عن المعقول التي تمثلت بالتكنوقراطية جعلته ظلاما دامسا دون أمل.

معظم الدساتير الديمقراطية المعاصرة أن لم يكن جميعها تتضمن وتأكد على أن الإنسان هو الغاية إذا من حقنا أن نطالب بأن يكون غاية الدين هو الإنسان لا أن يكون الدين غاية الإنسان كما نرى من حولنا. أن كان فطريا محتم علينا البحث عن الحقيقة يجب أن لا نلام أن تشابهة علينا بسبب تعقيداتها ومرارتها؛ أليس من المفترض أن تكون الحقيقة سلسة وجذابة لتسترشد بها الإنسانية جمعا. أن الباحث عن الحقيقة والظافر بها بعد خوض مستنقعات المتشابهات والشكوك أسمى وأشد تشبذا بهذه الحقيقة من ذاك الذي لم يعي ويعرف شيئا غيرها بل كيف تكون حقيقة وليست مجرد روتين ملزم به إن لم يكن هناك خيارات أخرى. لا ينال المتسأل والمفكر غير الشتم والإزدراء والتهكم ثم العزل والتجريد من الحقوق إلى أن يتم تصفيته رغم أن غايته ليست إلا أنه لا يريد أن يكون شيئا ما ليس لمجرد أنه وجد أبائه على
هذا الشيئ.

أن دين عصرنا مخيف وغريب ولا نلام أن عدنا إلى الوراء خطوة بل خطوات لنفهمه بشكل أفضل ونرى كيف أنقلب السحر على الساحر وغدا خطرا مؤرقا للإنسانية ومبعث قلق لها بعد ما كان وجد لخدمتها وعزها والإرتقى بها. وأن كان الدين حق كما يزعم كيف صار لتاركيه ونابذيه المجد والسؤدد وتحول أصحابه وتابعيه إلى خاسرين مستعبدين. أن من حقنا التعجب بل الهلع فلقد خسرنا وما زلنا نخسر الكثير ولا نريد البقاء على ذلك مما يقتضي و يستلزم دراسة مستفيضة وتأمل ليعود الإنسان غاية الأديان وسيدها.

ليست هناك تعليقات: