ليس هناك شيئ لا يقبل ولا يمكن أن يطاق أكثر من عدم تقبل و إطاقة الأخرين.

قلسفتي في الحياة "أنا أهتم لذا أنا موجود". بالرغم من كل الآلآم التي تسببت لي بها وتعريضي للأيذاء أنا أؤمن أن يوما ما ستكون ركيزة سعادتي بل أساس وجودي في الحياة.

أهلا وسهلا

مرحبا يسعدني تواجدكم هنا أمل أن تنال المدونة أستحسانكم وإعجابكم وأرجو أن لا تحرمونا أرائكم وملاحظاتكم القيمة فلها كل إحترامي وتقديري وتأكدوا أن صداها في نصب عيني فلا تترددوا في الكتابة ولكم جزيل الشكر.

الأحد، 24 يوليو 2011

محنة أم منحة!

تحدث العلم كثيرا عن الصورة التى يراها الأنسان وأنها لا شئ سوى إنعكاس لما بداخله. هذه الفرضية أو النظرية تلقت الكثير من التأييد كما اصطدمت بكم ليس بقليل من الأعتراض؛ أستنجد المعارضون بالمادة ونظريتها وأعتقدوا بوجود المادة (الصورة في مثالنا) بمعزل عن الناظر فلو عدم المستقبل (الناظر) أو لم يوجد لما تغيرت الشجرة بأغصانها وأوراقها مثلا، أي أن الصورة هي كما هي حتى لو انتفى الناظر. فيما لجأ المؤيدون إلى النفس بعلمها وأمنوا بأن المادة ليست بمعزل عن المستقبل بل أن كينونتها قائمة بوجود الناظر ونظرته فلو كان هذا الناظرمبتلى بعمى الألوان لمارى الشجرة بألونها المعهوده أي أن المادة تأثرت بالمستقبل الناظر.

كل هذا تذكرته حينما حضرت حفل نادي الثقة للمعوقين بالشارقة في يومه الثالث والأخير في أخر يوم أحد قبل أجازة العيدين الأضحى والإتحاد. نظرت من حولي فرأيت جميع أنواع الإعاقات أو اللاحسنات تحيط بي من كل جانب، سمعية ، بصرية، حركية، ذهنية وغيرها مما لم أعي أو أتمعن فيه. معاقون ولكن جمعهم شيئ واحد أو بالأحرى أختاروا الأجتماع على ابتسامة واحدة فكيف كان ذلك. أنا واحد منهم ولكني أميرهم حيث أن إعاقتي لا ترقى إلى مستوى إعاقاتهم فمرضي الوراثي تسبب لي بحياة عصيبة أخرها كان تأكل عظام الحوضين فكنت خلال الخمس سنين الأخيرة أفقد حركة تلوى الأخرى ولكن بخلاف إعاقتهم المستديمة كان لي خيار إجراى عمليتين لزراعة حوضين اصطناعيين. خلال تلك الفترة أسودت الدنيا في وجهي فتحولت من ذلك الفتى السعيد والمتفأل إلى ذلك الجسد الهزيل الخالي من الروح المتشائم والناقم على كل ما حوله من عاقل وحتى جامد. لم يفلح العلاج معي بل كل ما فعله كان يمكن اختصاره في تخفيف تسارع تدهور حالتي، هذا التسارع الذي يمكن أن يعاز إلى تغير نفسيتي وحالتها. على الرغم من كل ذلك وسوئه لايمكن مقارتنه مع مالذا زملائي في النادي. فهذه الشاعرة لم تمنعها ساقاها الباليتين من تذوق الشعر بل وكتابته أيضا مرفقا بأبتسامة صادقة. وذلك المضطرب لم تمنعه علته عن ركوب المسرح وشكر القائمين على الحفل.

على الرغم من بساطة الحفل إلا إني تعلمت منه الكثير بل أني لم أستطع الخلود إلى النوم بسهولة لشكي ولأول مرة في صبري وقدرتي على التحمل أبان حقبة آلامي. تذكرت كلمة والدي العزيز ونصحيته في أن المحنة هي منحة كل ما عليك فعله هو النظر إليها بشكل مختلف متسم بالإصرار والرغبة بالحياة بحلوها ومرها؛ الآمر ليس أكثر من تغير ترتيب حرفين لتصبح المحنة منحة تستحق الشكر ومدعاة للتميز والابداع. فبذلك إنتهيت إلى قناعة شخصية كان متبلورة في فكري قبل أن أضيعها وأنساها أبان مرضي، نحن ذو الأحتياجات الخاصة ليس محتم علينا أن نكون معاوقين بل أنه أختيارنا بالمقام الأول والأخير، نعم نحن مختلفون ولكن نحن متميزون بل مبدعون أذا أردنا ذلك حقا، فنحن نخلق من المحنة منحة ومن الأعاقة أفاقة تجعلنا أقدر على موجهة التحديات والمصاعب من أخواننا الأصحاء. فنعم المادة من دون شك ليست بمعزل عن المستقبل وكينونته بل أنها قائمة بقيامه وأن كان تأثرها لا يمكن أن يرئ إلا من منظور هذا المستقبل دون غيره كل ما علينا هو التمعن لنعي ذلك.

ديسمبر 2009م

هناك تعليق واحد:

Moayed Alawami, MBChB يقول...

ان العقبات في هذه الحياة ماهي الا حجارة نبني بها سلم الصعود للمستقبل.
ان العظماء هم الذين تغلبوا توقعات الضعفاء المحبطة، فالضعفاء يرون جميع الأفكار الجديدة والطموحة مستحيلة بينما العظماء يرون المستحيل ممكنا.
ان هؤلاء ذوي الاحتياجات الخاصة اثبتوا بانهم أفراد منتجة مساهمة في النمو الفكري والثقافي، فهناك من بدع في الأدب وأخرين بدعوا في العلوم.
اعتقادي الشخصي بأنه لديك ياطالب العقلية الفكرية القادرة على ان تكون طبيبا ناجحا ومتميزا، فأنت من الناس القلائل الذي يحمل روح التغيير قد تكون يوما في سبب تغيير المجتمع الطبي
وشكرا